« الأسد»، «ملك النمر»، «نملة الملك الإفريقية»، «الذئب»، «القرش»، «قضيب البقر الثلاثي»، «الصقر»، البخاخ الألماني»، «ماكس مان»، «شداد القوة»، «ماجيك ليدي»..وأسماء أخرى تلك التي تجدها خلال جولة قصيرة في محلات لبيع الأعشاب، وعند محلات العطارة و«كراريس» الباعة المتجولين الذين يبيعون الأعشاب ودهانات وعبوات يدعون صلاحيتها للعديد من الأمراض خاصة منها المتعلقة بأمراض المفاصل والروماتيزم وكذا الضعف الجنسي.
مراهقون شباب، وجدوا الطريق معبدا نحو إدمان منشطات جنسية في غياب ثقافة جنسية وتربية أسرية منفتحة، تجعل الواحد منهم يدرك ما يجوز ومالا يجوز في العلاقة الحميمة لتكون الوجهة ليس إلى الطبيب حتى في حالة وجود اضطراب معين، بل إلى أقرب محل للعطارة أو معشبة الحي للتزود بحبوب ومراهم وبخاخات، تزيد من القدرة الجنسية وتجعل الشاب منهم ينتشي ويتفاخر بفحولته ليسقط في إدمان مع مرور الوقت لن ينفع معه إلا علاج وجلسات نفسية، هذا إذا لم يصاب بعجز جنسي تام أو سكتة دماغية أو وفاة مبكرة.
ومن خلال الملف التالي الذي ندق ناقوس الخطر حول تزايد أعداد الشباب المغاربة، الذين سلموا الرقاب لأدوية مستوردة ومهربة وخلطات لأعشاب مجهولة الأصل والمخاطر الصحية، بحثا عن فحولة جنسية ضائعة، ليتحولوا من شباب في مقتبل العمر إلى شيوخ بعد أن أتعبهم التفكير في إيجاد حل لعجزهم الجنسي، فمع أول اختبار داخل غرف النوم مع الزوجة، تنكشف الحقيقة أمام الشاب، والذي يكتشف إصابته بعجز جنسي فيصاب بصدمة تحيلها النساء إلى تعرضه إلى السحر الذي لن يكون إلا «الثقاف».
مراهقون شباب، وجدوا الطريق معبدا نحو إدمان منشطات جنسية في غياب ثقافة جنسية وتربية أسرية منفتحة، تجعل الواحد منهم يدرك ما يجوز ومالا يجوز في العلاقة الحميمة لتكون الوجهة ليس إلى الطبيب حتى في حالة وجود اضطراب معين، بل إلى أقرب محل للعطارة أو معشبة الحي للتزود بحبوب ومراهم وبخاخات، تزيد من القدرة الجنسية وتجعل الشاب منهم ينتشي ويتفاخر بفحولته ليسقط في إدمان مع مرور الوقت لن ينفع معه إلا علاج وجلسات نفسية، هذا إذا لم يصاب بعجز جنسي تام أو سكتة دماغية أو وفاة مبكرة.
ومن خلال الملف التالي الذي ندق ناقوس الخطر حول تزايد أعداد الشباب المغاربة، الذين سلموا الرقاب لأدوية مستوردة ومهربة وخلطات لأعشاب مجهولة الأصل والمخاطر الصحية، بحثا عن فحولة جنسية ضائعة، ليتحولوا من شباب في مقتبل العمر إلى شيوخ بعد أن أتعبهم التفكير في إيجاد حل لعجزهم الجنسي، فمع أول اختبار داخل غرف النوم مع الزوجة، تنكشف الحقيقة أمام الشاب، والذي يكتشف إصابته بعجز جنسي فيصاب بصدمة تحيلها النساء إلى تعرضه إلى السحر الذي لن يكون إلا «الثقاف».
كيـف يتـعامل المغـاربـة مـع مـشـاكـلـهم الجـنسـيـة؟
منها القذف السريع وعدم الانتصاب والاستمناء
حينما نتأمل كل هذه الحرية الجنسية المتوفرة في مجتمع اليوم، لا بد أن نطرح السؤال عن هذا الذي نسميه «طابو»، على الرغم من أنه حاجة طبيعية.
وحينما نرى كيف يمارس المغاربة جنسهم بكل «الفانطازم» الذي تكشفه اليوم المواقع الإلكترونية، وصفحات التواصل الاجتماعي، يعاد طرح السؤال، وإن كان هذه المرة بصيغة أخرى، حول السر في إخفاء الكثيرين منا لبعض مشاكل الجنس وأعطابه. لذلك ظل اللجوء إلى الطب لمعالجة أعطاب كالعجز، وعدم الانتصاب، والقذف السريع وغيرها مجرد استثناء، في الوقت الذي مازال فيه «العشابة» والمشعوذون لصنع التمائم، يمارسون سلطتهم الرمزية والمادية على من يسقط في عطب جنسي.
وعلى الرغم من تعدد الدراسات التي تقوم بها بين الفينة والأخرى بعض المؤسسات، وإن كانت بخلفية تجارية، إلا أن ما خفي كان أعظم حول مشاكل وأعطاب جنسية لعل أكثرها إثارة هو المتعلق بالعجز الجنسي لدى المغاربة، والذي تقول الأرقام الحديثة إنه يقارب اليوم أربعة ملايين.
دخان السيجارة يصعد للأعالي. وعلى طاولة المقهى جلست فتيات بلباس شبه عار. لا يتردد رفيقهن، وقد كن ثلاثة، في مداعبة أعضاء من جسد الواحدة تلو الأخرى. وتبدو الصورة مستفزة أمام بقية الزبائن، الذين وجدوا في الأمر سلوكا شبه عاد.
«إنهم متعودون في هذه المقهى على ذلك»، يقول مرافقي الذي يستشهد بأعداد المقاهي التي اختارت أن تفتح أبوابها لهذه العينة من الزبائن. في مثل هذه الأمكنة يستطيع شاب أن يقنع من يرافقه لممارسة لحظات متعة في مكان خال، على الرغم من أن الأرقام تقول إن نسبة ممارسة المغاربة للجنس يوميا لا تتجاوز الثمانية في المائة.
وتضيف الأرقام نفسها، أن من يمارسون من أربع إلى ست مرات في الأسبوع، تصل نسبتهم إلى 26 في المائة.
وتصل النسبة إلى 45 في المائة، أي قرابة النصف، لمن يمارس الجنس مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع.
ولا تتجاوز النسبة واحدا في المائة بالنسبة للذين يمارسون الجنس مرة في الشهر. وهو ما يطرح السؤال عن سبب ذلك.
إنها المشاكل الجنسية، التي ظهرت في السنوات الأخيرة، والتي يصنف فيها عدم الانتصاب، بالنسبة للرجال كواحد من الأعطاب الجنسية المنتشرة مع ما يرتبط به من عجز. بالإضافة إلى القذف السريع، وطول القضيب، والثقاف، والاستمناء.
أما لدى النساء، فالأعطاب تتلخص أساسا في تشنج عضلات المهبل، وآلام الإيلاج، وتصلب غشاء البكارة. لكنها أعطاب مازالت المرأة تفضل إخفاءها في الكثير من الحالات.
فالكثيرون يفضلون التعايش مع أعطابهم الجنسية. ونسبة مهمة من هؤلاء يختارون اللجوء لأساليب تقليدية. والقلة القليلة فهمت أن الأمر مجرد مشكل، أو لنقل عطب، يحتاج لعلاج قد يكون نفسيا أو عضويا.
أما للتعويض، فتلعب النكتة دورا كبيرا في هذا المجال، حيث تشكل النكتة ذات الحمولة الجنسية اليوم حضورا قويا في أحاديث النساء والرجال أيضا.
زد على ذلك أن تنامي التعاطي للشبكة العنكبوتية ساعد في التخفيف من هذه الأعطاب وإثارة موضوع الجنس. وليس غريبا أن يحتل المغرب الصفوف العشرة الأولى ضمن الباحثين عن كلمة جنس في محرك البحث «غوغل».
وتبقى التربية الجنسية، المغيبة من اهتماماتنا في البيت وفي المدرسة، هي الملاذ الأخير لمعالجة بعض الأعطاب التي تصيب حياتنا الجنسية. وهي أعطاب شبيهة بكل الأعطاب الأخرى التي قد تصيب جسم الإنسان، وإن كان لهذا النوع حساسيته لأنه مرتبط بعالم اسمه الجنس.
«حبة البركة» لتوفير انتصاب كاف
لا تنتهي اليوم، خصوصا بين المتقدمين في السن، أحاديث أعطابهم الجنسية التي تكاد تشغل بالهم في الكثير من المحافل. كما لا تنتهي الوصفات السحرية التي يقترحها البعض على زملائهم لعلاج هذا الاختلال النفسي قبل أن يكون عضويا. لذلك ليس غريبا أن يعترف مسن بأنه ضعيف السمع وضعيف البصر، لكنه لا يعترف بأنه فقد شهية الجماع. ومن تم يعتقد الكثير من المغاربة أن تناول العقاقير المنشطة هي العلاج الفعال لتفادي عطب عدم انتصاب القضيب. لذلك نشطت السوق المغربية في توفير نماذج متنوعة من هذه العقاقير التي تأتي في مقدمتها «الفياغرا»، التي جربها المغاربة منذ سنة 2003 وهو تاريخ ظهورها في أمريكا وقبل أن تلج السوق الفرنسية مثلا، غير أن الكثيرين لا يدركون أن هذا العطب قد يكون عضويا وقد يكون نفسيا.
ولا يخفي الأطباء أن المصابين بداء السكري، معرضون بنسبة كبيرة لهذا المشكل، لدرجة أن داء السكري هو العدو رقم واحد للانتصاب.
وكثيرا ما ارتبط هذا المرض بداء السكري. والنتيجة هي أن الرجل يفقد مع توالي السنوات قدرته على الانتصاب، خصوصا إذا ارتبط كل هذا بتناول بعض الأدوية المهدئة للأعصاب، زد على ذلك أن أمراض الضغط الدموي، والسمنة، والاكتئاب، أسباب تساهم في هذا العطب. كما يساهم فيه الإدمان على التدخين والكحول والمخدرات.
لكل هذا يرى المتخصصون أن اللجوء إلى العقاقير المنشطة جنسيا قد لا يكون مفيدا، لأن هذه العقاقير تحتاج لعنصر أساسي وهو الرغبة الجنسية، التي يجب أن تكون متوفرة.
غير أن آخر إبداعات المغاربة لمواجهة هذا العطب، بالإضافة إلى حبة البركة المتوفرة خصوصا في الأسواق الشعبية، والذي يعتبره الكثيرون ضربا لهمتهم وفحولتهم، هو اللجوء لبعض المكملات الغذائية.
ويجزم المتخصصون أن اللذة الجنسية، سواء للرجل أو للمرأة لا تتحقق بطول القضيب أو قصره، ولكن بأشياء أخرى أهمها المداعبة، وحسن التعامل مع المرأة أثناء الجماع، خصوصا ما يتعلق بحقها في الحصول على لذتها الجنسية مهما كلف ذلك من وقت ومن جهد.
ويجمع جل هؤلاء على أن المعدل العام للقضيب هو أن يكون في حدود تسع سنتمترات وهو غير منتصب، على أن يصل عند الانتصاب إلى حدود 12 سنتمتر. وهو حجم كاف لعلاقة جنسية سليمة.
غير أن طول القضيب أو قصره يسبب في الكثير من الحالات في عطب أكبر هو الخوف من الجنس. ومن تم يصبح الرجل، الذي يتوفر على قضيب قصير، خائفا من جاهزية رجولته، وقد يتردد كثيرا قبل الإقدام على أية تجربة جنسية تضع فحولته موضع السؤال. وكثيرا ما يكون المشعوذون هم الملاذ الأخير لهؤلاء الطامعين في قضيب طويل وغليظ، لاعتقادهم أن ذلك هو السبيل لعلاقة جنسية كاملة.
أنواع القذف السريع
نادرا ما اعترف المغاربة بمشاكلهم الجنسية خصوصا وأنها تعتبر قضية تمس رجولتهم وفحولتهم، التي لا يجب أن يصلها الداء والمرض. لذلك يعتبر القذف السريع، والمنتشر بين الرجال، واحدا من الأعطاب التي يصنفها الأطباء والمتخصصون في خانة ما هو نفسي. فلا علاج عضوي ممكن لهذا المشكل، الذي يظهر لدى الرجال أكثر من النساء.
ويقسم المتخصصون هذا القذف إلى ثلاثة أنواع أولها قذف المني قبل إيلاج القضيب، وهو عطب منتشر بين المغاربة، وأثاره سيئة على طرفي العملية الرجل والمرأة.
أما الثاني، فهو قذف المني بعد فترة قصيرة من الإيلاج، وهو ما يؤثر سلبا على الرغبة الجنسية للمرأة التي لا تحقق رعشتها. لذلك ينصح الأطباء بضرورة التريث في الإيلاج لكي تتحقق الرغبة المشتركة بين الطرفين.
وتتمثل الحالة الثالثة في القذف قبل أن تشعر المرأة برغبتها الجنسية.
أما لدى النساء، فيسجل المتخصصون أن بعض الحالات النادرة تجعل المرأة تشعر برعشتها قبل الرجل وبسرعة قياسية. وللأمر علاقة بما هو نفسي. فكلما كانت المرأة مستعدة للجماع ولها الرغبة الكبيرة فيه، كلما كانت سريعة الشهوة.
أما لدى الرجال، فللأمر علاقة بالظروف النفسية التي يعيشها وتلك المحيطة بحياته الخاصة. لذلك لا حل لهذا العطب، الذي يترك أثرا كبيرا بين الطرفين خصوصا لدى المرأة التي تفضل في الغالب كتمان الأمر وعدم البوح بأنها لم تحقق رغبتها الجنسية بسبب الحشمة. غير أن اللجوء إلى أطباء نفسانيين قادرين على تشخيص الحالة وإيجاد العلاج اللازم، هو المطلوب من أجل حياة جنسية سليمة. لكن الأرقام تقول إن نسبة كبيرة من هؤلاء المرضى لا يتوجهون لعيادات الطبيب.
خلل وظيفي أم «ثقاف»
كثيرا ما ربط المغاربة خوفهم من لحظات الجنس الحميمة، باعتقادات غيبية أبرزها ما يسمى بـ«الثقاف» الناجم عن عمل سحري.
قد يكون للأمر علاقة بمرض عضوي أو نفسي، أو بعطب في الجهاز التناسلي للمرأة، كتشنج المهبل أو تصلبه. لكن الكثيرين يختارون ألا تكون وجهتهم هي عيادات الأطباء، ولكن الوجهة هي المشعوذون الذين يربطون عدم الانتصاب أو العجز الجنسي، بـ «الثقاف»، إذ يعني الرجل والمرأة على السواء.
يجزم المتخصصون أن الاعتقاد في أمر «الثقاف» يحدث بسبب الخوف من التجارب الجنسية، التي قد تكون حدثت في الماضي. ويزداد الخوف أكثر حينما يعتقد الرجل، والمرأة على السواء، أن هذا الوضع سيلاحقه إلى الأبد.
ويعترف الكثيرون أن»الثقاف» عند الرجل، في الاعتقاد الشعبي المغربي، هو عدم الانتصاب. وتفسيره لدى المشعوذين هو أن امرأة ما قامت بذلك وحرمت هذا الرجل من متعته الجنسية انتقاما. لذلك لن يحل هذا «الثقاف» غير مشعوذ آخر أكثر حنكة وتجربة.
أما لدى المرأة، فإنها تشعر بهذا «الثقاف» تحديدا ليلة الدخلة، إما بسبب توتر نفسي أو عطب عضوي، خصوصا حينما تعاني الفتاة من صلابة غشاء البكارة، أو تصلب في عضلة المهبل. أما الحل الطبي فهو مجرد عملية جراحية يقوم بها متخصص في الجهاز البولي التناسلي، وليس فقيها أو مشعوذا.
آخر الإحصائيات تقول إن المغاربة بدأو يتخلصون من هذا الاعتقاد تدريجيا، خصوصا لدى الأوساط الحضرية والمثقفة، فيما مازال حاضرا في الأوساط القروية وغير المتعلمة.
الجنس الافتراضي
ظل الاستمناء، أو العادة السرية، سلوكا بشريا يسبق في الغالب كل العلاقات الجنسية الطبيعية بين رجل وامرأة. فبفضله يستطيع المراهق أن يكتشف أعضاءه التناسلية، ولذته الجنسية دون حاجة لشريك.
ولم يكن الاستمناء «تهمة» تلتصق بالرجل فقط، بل إنها منتشرة لدى النساء أيضا، خصوصا اللواتي لا يقدرن على المغامرة بربط علاقة جنسية خارج إطار الزواج، كما أن ظهور الدمى الجنسية الخاصة بجنس الرجال، كان قد حرك سوقا خاصة بهذا الموضوع، إذ يتحدث الباعة الصينيون اليوم عن دمية ستكون قادرة على توفير متعة جنسية افتراضية.
ويعتقد المغاربة، ومعهم بعض الشعوب التي لا تعطي للتربية الجنسية ما يكفي من الاهتمام، أن الاستمناء أو العادة السرية مرض، وأن آثارها وخيمة على الحياة الجنسية لممارسها.
وبحسب بعض الدراسات التي تناولت الموضوع، ترى نسبة كبيرة من المغاربة أن الاستمناء محرم دينيا عملا بالآية القرآنية التي تقول «والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم».
ويرى البعض أنه سلوك يشعر صاحبه بالذنب، فيما يعتقد القليلون أنها وسيلة ضرورية لغير المتزوجين أو المرتبطين، لتحقيق رغبة جنسية.
أما طبيا، فتعتبر العادة السرية سلوكا طبيعيا لدى الشباب ما بين 13 و15 سنة بالنظر إلى أن المراهق يكتشف عالم الجنس لأول مرة، ويكون بالتالي غير قادر على ممارسته مع طرف آخر. لذلك يكون مضطرا لتعويضه بالاستمناء الذي يمارس بطرق مختلفة.
غير أن هذه العادة تصبح عطبا ومشكلا جنسيا إذا أصبحت تعوض الحياة الجنسية الطبيعية، أو تمارس بشكل مبالغ فيه.
المثير، بحسب بعض الأرقام، هو أن النساء المطلقات أو اللواتي فقدن أزواجهن هن أكثر ممارسة للاستمناء خوفا من الوقوع في الخطأ بسبب علاقة جنسية خارج إطار الزواج.
ومع ظهور وسائل الاتصال الحديثة، أصبح الاستمناء يمارس عبر جهاز الإنترنيت بواسطة الكاميرات المثبتة في الجهاز، أو بواسطة المكالمات الهاتفية أو الرسائل النصية القصيرة « إس إم إس». وبذلك تحقق المرأة أو الرجل رغبتها الجنسية افتراضيا، بدلا من أن يمارس الجنس بشكل طبيعي بين رجل وامرأة.
ما يشبه الخلاصة
لقد نجح الأقدمون في تقديم دراسات عميقة بشأن كل مناحي الحياة بما في ذلك الشق الأكثر حساسية، وهو الجنس.ولم يكن رهانهم هو الاستفزاز بقد ما راهنوا على معرفة كنوز الحياة الحميمة بين الرجل والمرأة. لذلك حينما فتح الغرب بعد ذلك صفحات الجنس، كان لا بد أن يستعين بما كتبه الجاحظ، أو الإمام الغزالي، أو بن تيمية، والسيوطي، وابن قيم الجوزيه، وغيرهم.
وفي الغرب الإسلامي، كسبت بعض الكتب، التي سميت بالصفراء، شهرة كبيرة باشتغالها على تيمة الجنس، في زمن كان الحديث عن هذا الموضوع يعتبر من المحرمات.
وتذكر الأجيال القديمة كتب منها «الروض العاطر في نزهة الخاطر»، و» الإيضاح في علم النكاح»، و» رجوع الشيخ إلى صباه» الذي كان بحق كتابا علميا عميقا لأنه عرض لأسرار الرجال وما يقوي لهم الرغبة الجنسية من الأدوية والأغذية، وأسرار النساء وما يناسبهن من الزينة، وطرق الجماع، قبل أن يفكر الغرب في تصنيع المرهمات والأدوية التي تساعد على اكتساب أرداف عريضة، أو صدور ممتلئة، أو خدود نظرة. لذلك تصبح الحاجة لتربية جنسية سليمة ضرورة ملحة لكي يتناول المغاربة بالكثير من الجرأة والصراحة طبيعة أعطابهم الجنسية، من أجل إيجاد الحلول الناجعة لتجاوزها.
منها القذف السريع وعدم الانتصاب والاستمناء
حينما نتأمل كل هذه الحرية الجنسية المتوفرة في مجتمع اليوم، لا بد أن نطرح السؤال عن هذا الذي نسميه «طابو»، على الرغم من أنه حاجة طبيعية.
وحينما نرى كيف يمارس المغاربة جنسهم بكل «الفانطازم» الذي تكشفه اليوم المواقع الإلكترونية، وصفحات التواصل الاجتماعي، يعاد طرح السؤال، وإن كان هذه المرة بصيغة أخرى، حول السر في إخفاء الكثيرين منا لبعض مشاكل الجنس وأعطابه. لذلك ظل اللجوء إلى الطب لمعالجة أعطاب كالعجز، وعدم الانتصاب، والقذف السريع وغيرها مجرد استثناء، في الوقت الذي مازال فيه «العشابة» والمشعوذون لصنع التمائم، يمارسون سلطتهم الرمزية والمادية على من يسقط في عطب جنسي.
وعلى الرغم من تعدد الدراسات التي تقوم بها بين الفينة والأخرى بعض المؤسسات، وإن كانت بخلفية تجارية، إلا أن ما خفي كان أعظم حول مشاكل وأعطاب جنسية لعل أكثرها إثارة هو المتعلق بالعجز الجنسي لدى المغاربة، والذي تقول الأرقام الحديثة إنه يقارب اليوم أربعة ملايين.
دخان السيجارة يصعد للأعالي. وعلى طاولة المقهى جلست فتيات بلباس شبه عار. لا يتردد رفيقهن، وقد كن ثلاثة، في مداعبة أعضاء من جسد الواحدة تلو الأخرى. وتبدو الصورة مستفزة أمام بقية الزبائن، الذين وجدوا في الأمر سلوكا شبه عاد.
«إنهم متعودون في هذه المقهى على ذلك»، يقول مرافقي الذي يستشهد بأعداد المقاهي التي اختارت أن تفتح أبوابها لهذه العينة من الزبائن. في مثل هذه الأمكنة يستطيع شاب أن يقنع من يرافقه لممارسة لحظات متعة في مكان خال، على الرغم من أن الأرقام تقول إن نسبة ممارسة المغاربة للجنس يوميا لا تتجاوز الثمانية في المائة.
وتضيف الأرقام نفسها، أن من يمارسون من أربع إلى ست مرات في الأسبوع، تصل نسبتهم إلى 26 في المائة.
وتصل النسبة إلى 45 في المائة، أي قرابة النصف، لمن يمارس الجنس مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع.
ولا تتجاوز النسبة واحدا في المائة بالنسبة للذين يمارسون الجنس مرة في الشهر. وهو ما يطرح السؤال عن سبب ذلك.
إنها المشاكل الجنسية، التي ظهرت في السنوات الأخيرة، والتي يصنف فيها عدم الانتصاب، بالنسبة للرجال كواحد من الأعطاب الجنسية المنتشرة مع ما يرتبط به من عجز. بالإضافة إلى القذف السريع، وطول القضيب، والثقاف، والاستمناء.
أما لدى النساء، فالأعطاب تتلخص أساسا في تشنج عضلات المهبل، وآلام الإيلاج، وتصلب غشاء البكارة. لكنها أعطاب مازالت المرأة تفضل إخفاءها في الكثير من الحالات.
فالكثيرون يفضلون التعايش مع أعطابهم الجنسية. ونسبة مهمة من هؤلاء يختارون اللجوء لأساليب تقليدية. والقلة القليلة فهمت أن الأمر مجرد مشكل، أو لنقل عطب، يحتاج لعلاج قد يكون نفسيا أو عضويا.
أما للتعويض، فتلعب النكتة دورا كبيرا في هذا المجال، حيث تشكل النكتة ذات الحمولة الجنسية اليوم حضورا قويا في أحاديث النساء والرجال أيضا.
زد على ذلك أن تنامي التعاطي للشبكة العنكبوتية ساعد في التخفيف من هذه الأعطاب وإثارة موضوع الجنس. وليس غريبا أن يحتل المغرب الصفوف العشرة الأولى ضمن الباحثين عن كلمة جنس في محرك البحث «غوغل».
وتبقى التربية الجنسية، المغيبة من اهتماماتنا في البيت وفي المدرسة، هي الملاذ الأخير لمعالجة بعض الأعطاب التي تصيب حياتنا الجنسية. وهي أعطاب شبيهة بكل الأعطاب الأخرى التي قد تصيب جسم الإنسان، وإن كان لهذا النوع حساسيته لأنه مرتبط بعالم اسمه الجنس.
«حبة البركة» لتوفير انتصاب كاف
لا تنتهي اليوم، خصوصا بين المتقدمين في السن، أحاديث أعطابهم الجنسية التي تكاد تشغل بالهم في الكثير من المحافل. كما لا تنتهي الوصفات السحرية التي يقترحها البعض على زملائهم لعلاج هذا الاختلال النفسي قبل أن يكون عضويا. لذلك ليس غريبا أن يعترف مسن بأنه ضعيف السمع وضعيف البصر، لكنه لا يعترف بأنه فقد شهية الجماع. ومن تم يعتقد الكثير من المغاربة أن تناول العقاقير المنشطة هي العلاج الفعال لتفادي عطب عدم انتصاب القضيب. لذلك نشطت السوق المغربية في توفير نماذج متنوعة من هذه العقاقير التي تأتي في مقدمتها «الفياغرا»، التي جربها المغاربة منذ سنة 2003 وهو تاريخ ظهورها في أمريكا وقبل أن تلج السوق الفرنسية مثلا، غير أن الكثيرين لا يدركون أن هذا العطب قد يكون عضويا وقد يكون نفسيا.
ولا يخفي الأطباء أن المصابين بداء السكري، معرضون بنسبة كبيرة لهذا المشكل، لدرجة أن داء السكري هو العدو رقم واحد للانتصاب.
وكثيرا ما ارتبط هذا المرض بداء السكري. والنتيجة هي أن الرجل يفقد مع توالي السنوات قدرته على الانتصاب، خصوصا إذا ارتبط كل هذا بتناول بعض الأدوية المهدئة للأعصاب، زد على ذلك أن أمراض الضغط الدموي، والسمنة، والاكتئاب، أسباب تساهم في هذا العطب. كما يساهم فيه الإدمان على التدخين والكحول والمخدرات.
لكل هذا يرى المتخصصون أن اللجوء إلى العقاقير المنشطة جنسيا قد لا يكون مفيدا، لأن هذه العقاقير تحتاج لعنصر أساسي وهو الرغبة الجنسية، التي يجب أن تكون متوفرة.
غير أن آخر إبداعات المغاربة لمواجهة هذا العطب، بالإضافة إلى حبة البركة المتوفرة خصوصا في الأسواق الشعبية، والذي يعتبره الكثيرون ضربا لهمتهم وفحولتهم، هو اللجوء لبعض المكملات الغذائية.
ويجزم المتخصصون أن اللذة الجنسية، سواء للرجل أو للمرأة لا تتحقق بطول القضيب أو قصره، ولكن بأشياء أخرى أهمها المداعبة، وحسن التعامل مع المرأة أثناء الجماع، خصوصا ما يتعلق بحقها في الحصول على لذتها الجنسية مهما كلف ذلك من وقت ومن جهد.
ويجمع جل هؤلاء على أن المعدل العام للقضيب هو أن يكون في حدود تسع سنتمترات وهو غير منتصب، على أن يصل عند الانتصاب إلى حدود 12 سنتمتر. وهو حجم كاف لعلاقة جنسية سليمة.
غير أن طول القضيب أو قصره يسبب في الكثير من الحالات في عطب أكبر هو الخوف من الجنس. ومن تم يصبح الرجل، الذي يتوفر على قضيب قصير، خائفا من جاهزية رجولته، وقد يتردد كثيرا قبل الإقدام على أية تجربة جنسية تضع فحولته موضع السؤال. وكثيرا ما يكون المشعوذون هم الملاذ الأخير لهؤلاء الطامعين في قضيب طويل وغليظ، لاعتقادهم أن ذلك هو السبيل لعلاقة جنسية كاملة.
أنواع القذف السريع
نادرا ما اعترف المغاربة بمشاكلهم الجنسية خصوصا وأنها تعتبر قضية تمس رجولتهم وفحولتهم، التي لا يجب أن يصلها الداء والمرض. لذلك يعتبر القذف السريع، والمنتشر بين الرجال، واحدا من الأعطاب التي يصنفها الأطباء والمتخصصون في خانة ما هو نفسي. فلا علاج عضوي ممكن لهذا المشكل، الذي يظهر لدى الرجال أكثر من النساء.
ويقسم المتخصصون هذا القذف إلى ثلاثة أنواع أولها قذف المني قبل إيلاج القضيب، وهو عطب منتشر بين المغاربة، وأثاره سيئة على طرفي العملية الرجل والمرأة.
أما الثاني، فهو قذف المني بعد فترة قصيرة من الإيلاج، وهو ما يؤثر سلبا على الرغبة الجنسية للمرأة التي لا تحقق رعشتها. لذلك ينصح الأطباء بضرورة التريث في الإيلاج لكي تتحقق الرغبة المشتركة بين الطرفين.
وتتمثل الحالة الثالثة في القذف قبل أن تشعر المرأة برغبتها الجنسية.
أما لدى النساء، فيسجل المتخصصون أن بعض الحالات النادرة تجعل المرأة تشعر برعشتها قبل الرجل وبسرعة قياسية. وللأمر علاقة بما هو نفسي. فكلما كانت المرأة مستعدة للجماع ولها الرغبة الكبيرة فيه، كلما كانت سريعة الشهوة.
أما لدى الرجال، فللأمر علاقة بالظروف النفسية التي يعيشها وتلك المحيطة بحياته الخاصة. لذلك لا حل لهذا العطب، الذي يترك أثرا كبيرا بين الطرفين خصوصا لدى المرأة التي تفضل في الغالب كتمان الأمر وعدم البوح بأنها لم تحقق رغبتها الجنسية بسبب الحشمة. غير أن اللجوء إلى أطباء نفسانيين قادرين على تشخيص الحالة وإيجاد العلاج اللازم، هو المطلوب من أجل حياة جنسية سليمة. لكن الأرقام تقول إن نسبة كبيرة من هؤلاء المرضى لا يتوجهون لعيادات الطبيب.
خلل وظيفي أم «ثقاف»
كثيرا ما ربط المغاربة خوفهم من لحظات الجنس الحميمة، باعتقادات غيبية أبرزها ما يسمى بـ«الثقاف» الناجم عن عمل سحري.
قد يكون للأمر علاقة بمرض عضوي أو نفسي، أو بعطب في الجهاز التناسلي للمرأة، كتشنج المهبل أو تصلبه. لكن الكثيرين يختارون ألا تكون وجهتهم هي عيادات الأطباء، ولكن الوجهة هي المشعوذون الذين يربطون عدم الانتصاب أو العجز الجنسي، بـ «الثقاف»، إذ يعني الرجل والمرأة على السواء.
يجزم المتخصصون أن الاعتقاد في أمر «الثقاف» يحدث بسبب الخوف من التجارب الجنسية، التي قد تكون حدثت في الماضي. ويزداد الخوف أكثر حينما يعتقد الرجل، والمرأة على السواء، أن هذا الوضع سيلاحقه إلى الأبد.
ويعترف الكثيرون أن»الثقاف» عند الرجل، في الاعتقاد الشعبي المغربي، هو عدم الانتصاب. وتفسيره لدى المشعوذين هو أن امرأة ما قامت بذلك وحرمت هذا الرجل من متعته الجنسية انتقاما. لذلك لن يحل هذا «الثقاف» غير مشعوذ آخر أكثر حنكة وتجربة.
أما لدى المرأة، فإنها تشعر بهذا «الثقاف» تحديدا ليلة الدخلة، إما بسبب توتر نفسي أو عطب عضوي، خصوصا حينما تعاني الفتاة من صلابة غشاء البكارة، أو تصلب في عضلة المهبل. أما الحل الطبي فهو مجرد عملية جراحية يقوم بها متخصص في الجهاز البولي التناسلي، وليس فقيها أو مشعوذا.
آخر الإحصائيات تقول إن المغاربة بدأو يتخلصون من هذا الاعتقاد تدريجيا، خصوصا لدى الأوساط الحضرية والمثقفة، فيما مازال حاضرا في الأوساط القروية وغير المتعلمة.
الجنس الافتراضي
ظل الاستمناء، أو العادة السرية، سلوكا بشريا يسبق في الغالب كل العلاقات الجنسية الطبيعية بين رجل وامرأة. فبفضله يستطيع المراهق أن يكتشف أعضاءه التناسلية، ولذته الجنسية دون حاجة لشريك.
ولم يكن الاستمناء «تهمة» تلتصق بالرجل فقط، بل إنها منتشرة لدى النساء أيضا، خصوصا اللواتي لا يقدرن على المغامرة بربط علاقة جنسية خارج إطار الزواج، كما أن ظهور الدمى الجنسية الخاصة بجنس الرجال، كان قد حرك سوقا خاصة بهذا الموضوع، إذ يتحدث الباعة الصينيون اليوم عن دمية ستكون قادرة على توفير متعة جنسية افتراضية.
ويعتقد المغاربة، ومعهم بعض الشعوب التي لا تعطي للتربية الجنسية ما يكفي من الاهتمام، أن الاستمناء أو العادة السرية مرض، وأن آثارها وخيمة على الحياة الجنسية لممارسها.
وبحسب بعض الدراسات التي تناولت الموضوع، ترى نسبة كبيرة من المغاربة أن الاستمناء محرم دينيا عملا بالآية القرآنية التي تقول «والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم».
ويرى البعض أنه سلوك يشعر صاحبه بالذنب، فيما يعتقد القليلون أنها وسيلة ضرورية لغير المتزوجين أو المرتبطين، لتحقيق رغبة جنسية.
أما طبيا، فتعتبر العادة السرية سلوكا طبيعيا لدى الشباب ما بين 13 و15 سنة بالنظر إلى أن المراهق يكتشف عالم الجنس لأول مرة، ويكون بالتالي غير قادر على ممارسته مع طرف آخر. لذلك يكون مضطرا لتعويضه بالاستمناء الذي يمارس بطرق مختلفة.
غير أن هذه العادة تصبح عطبا ومشكلا جنسيا إذا أصبحت تعوض الحياة الجنسية الطبيعية، أو تمارس بشكل مبالغ فيه.
المثير، بحسب بعض الأرقام، هو أن النساء المطلقات أو اللواتي فقدن أزواجهن هن أكثر ممارسة للاستمناء خوفا من الوقوع في الخطأ بسبب علاقة جنسية خارج إطار الزواج.
ومع ظهور وسائل الاتصال الحديثة، أصبح الاستمناء يمارس عبر جهاز الإنترنيت بواسطة الكاميرات المثبتة في الجهاز، أو بواسطة المكالمات الهاتفية أو الرسائل النصية القصيرة « إس إم إس». وبذلك تحقق المرأة أو الرجل رغبتها الجنسية افتراضيا، بدلا من أن يمارس الجنس بشكل طبيعي بين رجل وامرأة.
ما يشبه الخلاصة
لقد نجح الأقدمون في تقديم دراسات عميقة بشأن كل مناحي الحياة بما في ذلك الشق الأكثر حساسية، وهو الجنس.ولم يكن رهانهم هو الاستفزاز بقد ما راهنوا على معرفة كنوز الحياة الحميمة بين الرجل والمرأة. لذلك حينما فتح الغرب بعد ذلك صفحات الجنس، كان لا بد أن يستعين بما كتبه الجاحظ، أو الإمام الغزالي، أو بن تيمية، والسيوطي، وابن قيم الجوزيه، وغيرهم.
وفي الغرب الإسلامي، كسبت بعض الكتب، التي سميت بالصفراء، شهرة كبيرة باشتغالها على تيمة الجنس، في زمن كان الحديث عن هذا الموضوع يعتبر من المحرمات.
وتذكر الأجيال القديمة كتب منها «الروض العاطر في نزهة الخاطر»، و» الإيضاح في علم النكاح»، و» رجوع الشيخ إلى صباه» الذي كان بحق كتابا علميا عميقا لأنه عرض لأسرار الرجال وما يقوي لهم الرغبة الجنسية من الأدوية والأغذية، وأسرار النساء وما يناسبهن من الزينة، وطرق الجماع، قبل أن يفكر الغرب في تصنيع المرهمات والأدوية التي تساعد على اكتساب أرداف عريضة، أو صدور ممتلئة، أو خدود نظرة. لذلك تصبح الحاجة لتربية جنسية سليمة ضرورة ملحة لكي يتناول المغاربة بالكثير من الجرأة والصراحة طبيعة أعطابهم الجنسية، من أجل إيجاد الحلول الناجعة لتجاوزها.
الأسواق البيضاوية تعج بالأدوية والمقويات الجنسية المجهولة المنشأ والمهربة من الصين
مازالت «الفحولة» تمثل هاجسا للرجال الذين يعانون من الضعف الجنسي؛ لذا يعمدون إلى طرق أبواب الصيدليات وتجار السوق السوداء لشراء العقاقير والمنشطات المساعدة على تحسين قدراتهم الجنسية وخاصة ممن هم مدمنون على الحشيش والكحول، ومن بين الدول التي تصدر هذه المنشطات الصين، إذ لم تكتف هذه الأخيرة بتصدير سلعها ومنتجاتها المختلفة من الملابس إلى المنتجات المنزلية وغيرها، مما نحتاجه في حياتنا اليومية وبأبخس الأثمان، بل امتد نشاطها التصديرى إلى المجال الطبي والأدوية التي تعالج أمراضا مزمنة.
وهنا نتطرق لمرض أو حالة لا يصرح بها أكثر الرجال والنساء معا، ألا وهي الضعف الجنسي والقذف السريع عند الرجل وعموما البرود الجنسي، حيث تعج الأسواق في مدينة كبيرة كالدار البيضاء بمتاجر مكتظة رفوفها بأدوية جنسية، تجلب من الصين والمقويات الجنسية المجهولة المصدر أو المهربة وأيضا الفياجرا الصينية، والتي يتم استيرادها وترويجها - بشكل سري - لأنه غير مصرح بتداولها تجاريا، وليست مسجلة في وزارة الصحة، وهي أنواع عدة تشترك جميعها في شكل العبوة، ولكن كل نوع مكتوب عليه الغرض الذي يستخدم فيه من برود جنسي، قذف سريع ضعف انتصاب،.....إلخ
وأصبح لها زبائن كثيرون، خاصة ممن هم دون الأربعين، أما كبار السن فقليل ممن يفضلونها خوفا من آثارها الجانبية التي قد تضرهم، ومن مميزاتها أنها تستخدم في أي وقت قبل العلاقة الحميمة، على خلاف الأنواع الأخرى التي يشترط تعاطيها قبل اللقاء بساعتين، كما أنها تزيد من متعة الرجال ومعظم هذه الأدوية لها خطورة كبيرة على جسم الرجل والمرأة.
وهناك أدوية من الصين يكتب عليها أنها طبيعية أي من «الأعشاب»إما يقولون إنها صينية أو أمريكية، فيعتقد الناس أنها آمنة على الصحة - وهذا غير حقيقي ففي معظم الأحيان تكون تلك الكلمة خادعة.
ومنذ سنوات ظهر في الأسواق البيضاوية، دواء صيني للضعف الجنسي من الأعشاب، وعند تحليله تبين أن المادة الفعالة فيه هي «السيلدينافيل»، وهى المادة الكيميائية نفسها المستخدمة في الفياجرا، مما يؤكد خطورتها على الصحة، جراء مضاعفاتها الخطيرة أيضا على الصحة، سواء بالنسبة لعضلة القلب أو الأمراض التي يمكن أن تعاني منها الدورة الدموية.
وتزيد خطورتها كون أن مخاطرها لا تظهر إلا على المدى البعيد، في حين أن هناك نوعا معينا من المنشطات يمكن أن تظهر مضاعفاته في الحال، وبالتالي يمكن أن يكون السبب المباشر في وفاة مستعملها.
محمد الحسيني باحث ومعالج : بالحجامة والنباتات الطبية والعطرية
أرقام صادمة: 45 % من المغاربة يعانون من ضعف الانتصاب
غياب تربية جنسية وربط الجنس بـ«قلة الحياء» يفتك بالحياة الأسرية والعملية للشباب
يلجأ العديد ممن هم أقل من الأربعين سنة من الشباب المغاربة إلى الاستعانة بالمنشطات الجنسية، خاصة منهم من لا يشتكون من أية مشاكل جنسية، فقط لديهم رغبة بامتلاك أفضل القدرات الجنسية التي تمنحهم شهادة الكفاءة «الفحولة»من قبل الشريك، مهما كلفهم الأمر من أضرار صحية وهدر للمال، فقط لأن الجنس بالنسبة إليهم من أهم ركائز ومتع الحياة، يوطد شعورهم بالرجولة، الفحولة والثقة واللذة الاستثنائية.
1- أرقام صادمة
توصلت الجمعية المغربية لأمراض المسالك البولية في دراسة حول الضعف الجنسي لدى الرجال في المغرب، وشملت 202 شخصا إلى أن 45 %منهم يعانون من ضعف الانتصاب،13,29 %حالات شديدة، 5 %منهم فقط لجؤوا إلى الاستشارة الطبية، و26 %تعاطوا الأدوية دون استشارة المختص.
وتأتي عدم القدرة على الانتصاب في مقدمة المشاكل الجنسية التي يعاني منها الرجل المغربي وتعود أسبابها حسب الدراسة ذاتها إلى أمراض عضوية مثل، السكري بنسبة 12 % وارتفاع الضغط الدموي بنسبة 9 % وإلى جانب الإدمان على الكحول والمخدرات والتدخين.
الدراسة سلطت الضوء أيضا على درجة الرضا الجنسي لدى الشريحة التي شملتها، مثل الرغبة الجنسية لدى النساء، واللجوء إلى الاستشارة الطبية والأدوية لعلاج ضعف الانتصاب، إضافة إلى موقف الرجال من الاضطرابات الجنسية التي يتعرضون لها، وكذا موقف النساء في حالة كان أزواجهن معنيون بهذه المشاكل.
2-أوهام وكذب
أرقام تستدعي البحث عن أصل الحكاية، حكاية كل شاب مع المنشطات الجنسية، حيث تبدأ بإحساس قد يكون صحيحا أو خاطئا أو نابعا من رغبة في زيادة فردية للقدرات الجنسية، فيقوم الواحد منهم باستشارة أحد الأصدقاء أو المقربين أو الأهل، فيقدم كل واحد منهم ما أوتي من تجربة حياة غالبا ما تتسم بقصص خيالية وبقدرات لا أساس لها من الصحة، مما يجعل الشاب الحديث المعرفة بعوالم الجنس يعتقد أن لديه قصورا في قدرته وبالتالي في رجولته وفحولته، فيزيد إحساسه بأن لديه مشاكل جنسية قد تصل إلى حد القلق النفسي، وبالتالي يسقط في فخ المقويات الجنسية التي لم يعد صعب الحصول عليها، حيث تتواجد بشكل مخيف في محلات لبيع الأعشاب والنباتات، وكذا لدى دكاكين العطارة ويمكن لأي مراهق أو شاب أن يحصل عليها بأثمنة في المتناول ليشتري حاجته من المنشطات من دون حسيب ولا رقيب، محاولة منهم لعلاج مشاكل وهمية، وبالتالي يخسرون الكثير والكثير، والسبب لا محال يعود إلى غياب الثقافة الجنسية التي لا يحرص كل من الآباء والمناهج التعليمية على تزويد الشاب أو الشابة بها.
أرقام تستدعي البحث عن أصل الحكاية، حكاية كل شاب مع المنشطات الجنسية، حيث تبدأ بإحساس قد يكون صحيحا أو خاطئا أو نابعا من رغبة في زيادة فردية للقدرات الجنسية، فيقوم الواحد منهم باستشارة أحد الأصدقاء أو المقربين أو الأهل، فيقدم كل واحد منهم ما أوتي من تجربة حياة غالبا ما تتسم بقصص خيالية وبقدرات لا أساس لها من الصحة، مما يجعل الشاب الحديث المعرفة بعوالم الجنس يعتقد أن لديه قصورا في قدرته وبالتالي في رجولته وفحولته، فيزيد إحساسه بأن لديه مشاكل جنسية قد تصل إلى حد القلق النفسي، وبالتالي يسقط في فخ المقويات الجنسية التي لم يعد صعب الحصول عليها، حيث تتواجد بشكل مخيف في محلات لبيع الأعشاب والنباتات، وكذا لدى دكاكين العطارة ويمكن لأي مراهق أو شاب أن يحصل عليها بأثمنة في المتناول ليشتري حاجته من المنشطات من دون حسيب ولا رقيب، محاولة منهم لعلاج مشاكل وهمية، وبالتالي يخسرون الكثير والكثير، والسبب لا محال يعود إلى غياب الثقافة الجنسية التي لا يحرص كل من الآباء والمناهج التعليمية على تزويد الشاب أو الشابة بها.
3-مشاكل متوالية
أكدت دراسة شملت دولا أوربية والولايات المتحدة الأمريكية وآسيا والشرق الأوسط واستراليا، إلى أن كثيرا من المشاكل الجنسية التي يعاني منها الشباب وحديثي العهد بالزواج، تبدأ من غرفة النوم وتنتقل لا إراديا إلى باقي المنزل ثم إلى مقر العمل ثم إلى العلاقات الاجتماعية، وهذا ما يولد ضغوطا نفسية واجتماعية كبيرة تؤثر على العلاقة الزوجية والأسرة برمتها.
ويؤكد الاختصاصيون أيضا أن كثيرا من المشاكل الجنسية التي يعانيها الأزواج نابعة من عجز كل طرف عن مواجهة الآخر نتيجة غياب الثقافة الجنسية الصحيحة لمواجهة المشاكل الجنسية، بينما الحل بسيط ويمكن علاجه بزيارة لطبيب أخصائي.
أكدت دراسة شملت دولا أوربية والولايات المتحدة الأمريكية وآسيا والشرق الأوسط واستراليا، إلى أن كثيرا من المشاكل الجنسية التي يعاني منها الشباب وحديثي العهد بالزواج، تبدأ من غرفة النوم وتنتقل لا إراديا إلى باقي المنزل ثم إلى مقر العمل ثم إلى العلاقات الاجتماعية، وهذا ما يولد ضغوطا نفسية واجتماعية كبيرة تؤثر على العلاقة الزوجية والأسرة برمتها.
ويؤكد الاختصاصيون أيضا أن كثيرا من المشاكل الجنسية التي يعانيها الأزواج نابعة من عجز كل طرف عن مواجهة الآخر نتيجة غياب الثقافة الجنسية الصحيحة لمواجهة المشاكل الجنسية، بينما الحل بسيط ويمكن علاجه بزيارة لطبيب أخصائي.
4-لاحياء في الدين
إن أسوأ ما يعتقده المغاربة ويجعلهم ضحية منشطات جنسية تدمر حياتهم وعلاقاتهم بزوجاتهم، اعتقادهم أن الثقافة الجنسية تتعارض مع الدين أو أن الحديث في مواضيعها يفتح الباب على مصراعيه للإباحية وما يعرف «بقلة الحياء»، في حين أن هذه الثقافة التي هي فطرية جزء لا يتجزأ من الثقافة العامة التي حرص الإسلام عليها كونها حاجة إنسانية، عضوية ونفسية واجتماعية يبدأ الفرد في البحث عنها بمجرد إدراكه لها ووعيه بها.
إن أسوأ ما يعتقده المغاربة ويجعلهم ضحية منشطات جنسية تدمر حياتهم وعلاقاتهم بزوجاتهم، اعتقادهم أن الثقافة الجنسية تتعارض مع الدين أو أن الحديث في مواضيعها يفتح الباب على مصراعيه للإباحية وما يعرف «بقلة الحياء»، في حين أن هذه الثقافة التي هي فطرية جزء لا يتجزأ من الثقافة العامة التي حرص الإسلام عليها كونها حاجة إنسانية، عضوية ونفسية واجتماعية يبدأ الفرد في البحث عنها بمجرد إدراكه لها ووعيه بها.
5-غياب الثقافة الجنسية
مازالت القضايا الجنسية لحد اليوم، مرهونة بمفاهيم العيب والحشمة بالرغم من التطور المجتمعي المغربي وانفتاحه على عوالم عدة، لكن يبقى متكتما على ما تعلق بالمشاكل الجنسية وخاصة ما ارتبط منها بالبرود الجنسي وضعف الانتصاب وغيره من الأمراض الجنسية لتبقى أسيرة للكتمان، حيث لا يمتلك العديد ممن هم يعانون فعلا من مشاكل جنسية، الجرأة الكافية للبوح بأمراضهم التي لا تختلف عن غيرها من الأمراض، والتي يمكن أن تكون عضوية أو نفسية، حتى للمختص قصد الحصول على العلاج الصحيح، مما يجعل الكثيرين يقعون رهينة مفاهيم مغلوطة وبالية من قبيل إيمان الكثير من المغاربة بـ»الثقاف» مما يزيد من تفاقم الاضطرابات الجنسية والنفسية عند الشباب بشكل خاص. والذي يجد الكثير منهم راحته في المنشطات الجنسية التي يخيل له باستعمالها أنه وجد الحل السحري لمشكلته التي قد تكون بسبب إرهاق نفسي أو حالة نفسية معينة يمر بها. ومن هنا يمكن القول إن السبب الأساس في ارتفاع الأرقام التي تدل على إدمان الشباب والمراهقين للمنشطات الجنسية، مرتبط بالأساس بمصدر المعلومة التي يحصلون عليها ومدى صحتها إضافة إلى عدم وعيهم، بحيث يستقون ثقافتهم الجنسية من أرصفة الشوارع وبائعات الهوى، مما ينتج عنه مشاكل جنسية عديدة تؤدي لا محال إلى ارتباك في الحياة الأسرية وحتى العملية.
رجال ونساء زبناء لمحلات عطارة ومعشبات لبيع المنشطات الجنسية المستوردة
للنساء أيضا نصيب عند متاجر شحن الطاقة الجنسية
للنساء أيضا نصيب عند متاجر شحن الطاقة الجنسية

تكفيك جولة قصيرة، بأحياء شعبية في البيضاء لتطالعك دكاكين تصطف على رفوفها، ماركات متعددة لحبوب، بخاخات، دهانات، مراهم وعدة خلطات يركز مصنعوها المجهولو الهوية على صور وجمل معينة تكتب على ظهر العلب لكي تشد الناظر إليها وتقنعه باقتنائها.
علب طبعت عليها صور أعشاب وصور لرجال بعضلات مفتولة وسواعد بارزة في إشارة إلى القوة وشدة الباءة وكذا نساء بابتسامة عريضة تحيل إلى سعادتهن ورضاهن على الشريك وراحتهن النفسية النابعة من حياة حميمة ناجحة.
شعارات وإعلانات ووصفات تعزف على أوتار حساسة لرجال ونساء يبحثون على أسهل الطرق وأرخصها ثمنا للتخلص من أعطاب جنسية.
زبناؤهم بالدرجة الأولى، مراهقون وشباب أصبحوا بفضل منتجاتهم المستوردة والمجهولة المصدر والمكونات مدمنين على تعاطي المنشطات والمقويات الجنسية من أجل الحصول على عضلات مفتولة وبحثا عن رجولة تثبت بفحولة زائدة لن ينعموا بها بعد استعمال طويل، حسب ما أكده أخصائيون وأطباء.
متاجر لشحن الفحولة
يعرضون فوق رفوف دكاكينهم التي اختارت أحياء شعبية ومكتظة بالسكان، قنينات زجاجية تحتوي على مستحضرات مصنعة يدويا وأخرى مستوردة غالبيتها من الصين وأدوية لماركات متعددة مجهولة الهوية، والمحتويات اللهم ما كتب عليها كونها من مواد طبيعية وبأسماء لأعشاب غير معروفة، تصلح لعلاج قائمة لا تعد ولا تحصى من المشاكل الصحية العامة، وعلى رأسها تلك المرتبطة بالمشاكل الجنسية من ضعف في الانتصاب، سرعة القذف وغيره، حيث تعلو كل علبة من هذه الأدوية كتابات بالبنط العريض، أنها تقوي الباءة وتزيد من القدرة الجنسية وتحقق اللذة المبحوث عنها.
للنساء نصيب
توجهنا بالسؤال لصاحب معشبة توجد بالبيضاء، فضل اسما مستعارا عن مدى الإقبال الذي تعرفه معشبته، وعن زبنائه ومصدر بضاعته وأيضا فوائدها، فرد بالقول» إن هذه المقويات الجنسية الطبيعية تخفف عن الرجل خاصة وحتى المرأة ضغوط الحياة وخاصة في العمل، مما يؤثر فيهم وفي قدرتهم الجنسية.
وأضاف: إن الكثير من الأدوية مصنعة من الأعشاب وهذه لا تحدث ضررا، لكن هناك أنواع من الحبوب والبخاخات والمراهم التي يظهر مفعولها بشكل مباشر وتظهر نتائجها بفاعلية وبشكل سريع، هي ما يقبل عليه الشباب أكثر رجالا ونساء لكون المرأة أيضا أصبحت تستعين بالمقويات الجنسية لاستعادة نشاطها الجنسي وأشار إلى أن الوصفات الطبيعية لا يقبل عليها الشباب بكثرة بل كبار السن لأنها ليست بسرعة المنشطات الكيميائية.
رأي علم الاجتماع
وصف على شعباني (باحث في علم الاجتماع) إدمان أبناء اليوم على المنشطات الجنسية بمأساة حقيقية أصبحوا يتخبطون في ويلاتها بعد الإقبال المتزايد الذي أصبح يسلكه الكثير منهم بالتعاطي لأدوية ومثيرات جنسية خارجية سواء منها ذات طبيعة كيماوية أو تلك المستوردة والمهربة المكونة من خلطات وأعشاب، وأضاف في حواره مع «المساء» بأن إقبال الشباب على تعاطي المنشطات الجنسية، مرده بالأساس إلى طبيعة الحياة العصرية التي أصبح الكل يحياها، والتي يغلب عليها التوتر والقلق، وكذا إقبال الشباب على ممارسة الجنس بشكل عشوائى، حيث يشعر الشاب دوما أنه ليست لديه قدرة على إقامة العلاقة الجنسية، على الرغم من كونه في مقتبل العمر ومؤهل لممارسة حياته الجنسية بشكلها الطبيعي مع زوجته، إلا أن الخوف من الفشل وخاصة خلال ليلة العمر أمام الشريك، يعد هو السبب الرئيس الذي جعله يفقد الثقة في نفسه، خاصة أن الحديث عن الجنس والمعلومات المغلوطة المصاحبة له والمروجة من قبل الشباب يزيد من خوفهم ويتسبب في إصابتهم بمشاكل جنسية مضاعفة.
بخلاف ما كان عليه شباب الأمس يضيف شعباني، حيث كانوا لا يقبلون على المهيجات الجنسية كما هو الشأن اليوم، بل يعتمدون فقط على المقويات والمحفزات الطبيعية، والتي لا تزيد عن كونها عصائر مكونة بالأساس من فواكه جافة ولافوكا وغيرها ووجبات محضرة بتوابل معينة وكذا الأسماك وغيرها، مما كان ينعكس على الصحة العامة كونها تعتمد على أطعمة مقوية ومفيدة للصحة.
وفي حالة الإصابة ببرود أو عجز ويتم إحالة الأمر إلى كونه «ثقاف» ويرتبط الأمر بالسحر والجن وغيره، مما أدخل العديد من الرجال في دوامة وفي قبضة السحرة والمشعوذين على أمل فك رباطهم وتحريرهم لزوجاتهم.
ويزيد باحث علم الاجتماع قوله بأن الشاب كان في السابق حين بلوغه سن الرشد يستمد ثقافته الجنسية وخبرته من محترفات الجنس، حيث يتلقى أولى الدروس الجنسية، تجنبا منه لتهمة العاجز أو الضعيف أو الجاهل بأمور الجماع والعلاقة الحميمة. في حين اليوم أصبح الشباب يستمدون ثقافتهم الجنسية من الإنترنيت ومشاهدة الأفلام الإباحية والمواقع البورنوغرافية، هذا ما يجعل بعض الشباب يقع في قبضة الإدمان على الجنس الافتراضي أو الإدمان على المنشطات الجنسية التي أصبحت في المتناول وبأثمنة متيسرة ليس كما في السابق، بحثا من كل شاب على قوة جنسية ليس كتلك التي يمتلكها طبيعيا، بينما بالنسبة لكبار السن فلم يكن معروفا في الأوساط المجتمعية المغربية بأن العجز الجنسي أو البرود له علاقة بحالات مرضية من قبيل مرض السكري وكذا الضغط الدموي والتي من مضاعفات إصابة الرجل بها، إضعاف أو تراجع أدائه الجنسي أو الإصابة بقصور جنسي..
لكن بعد ظهور وسائل الإنترنيت والإقبال على المواقع الإباحية والبورنوغرافية وبالتالي مشاهدة هذه الأفلام يوضح شعباني كان له تأثير على شباب اليوم بإحساسه الدائم بالعجز، وبالتالي البحث عن مقوي جنسي واقتناء الأدوية سواء منها ذات الطبيعة الكيماوية أو الطبيعية.
وزاد الأمر استفحالا في السنوات الأخيرة يضيف شعباني مع انتشار المكملات الغذائية التي يقبل عليها الشباب وأيضا المنشطات الجنسية المستوردة والمهربة والتي تنبني وسائل الدعاية لها على أنها تنشط الحياة الجنسية، الشيء الذي يترتب عليه الإصابة بأمراض عدة نفسية وعضوية تؤدي بالشباب إلى إصابتهم بالإدمان على المنشطات الجنسية التي تفقدهم توازنهم الجنسي والاجتماعي وتدمر حياتهم حيث يوهمون أنفسهم بما ليس فيهم وهو العجز أو البرود الجنسي والقذف السريع، وكل ذلك نتاج بحثهم عن قدرة جنسية مفترضة وشبيهة بتلك التي تسوق لها الأدوية التي تروج في الأسواق.
إن الواقع الأليم يختم علي شعباني الذي يعيشه الشباب، تسبب في انهيار الحياة الأسرية بين عدد منهم لفشله في الاعتماد على غريزته الطبيعية ومحاولته الاعتماد على محفزات خارجية تؤدى في النهاية إلى إصابته بالعجز الجنسي.
42 % من المغاربة دون العشرين سنة مهووسون بالفحولة الإصطناعية ويتعاطون للمنشطات الجنسية
تزايد في السنوات الأخيرة، عدد الإعلانات الجنسية في الفضائيات والصور الإشهارية نتيجة للثورة الرقمية الهائلة، حيث تخطت إعلانات «المنشطات الجنسية» كل حدود الثقافة العربية بأن أغرقت الإعلانات الجنسية، الفضائيات والسينما، والبرامج المختلفة، لدرجة يمكن القول معها إننا نعيش فترة مراهقة في كل شيء.
ذلك ما تأكد جليا من خلال دراسة علمية حديثة بكون حوالي 42% من الشباب المغربي يتعاطى للمنشطات الجنسية دون سن العشرين، ويؤكد الأخصائيون أن السبب في تنامي عدد الشباب المغربي الذي يتعاطى للمنشطات الجنسية يجد تفسيره في ارتفاع مستويات القلق والتوتر وعدم الرضا والخوف، وفقدان الثقة في النفس، وغياب ثقافة جنسية سليمة لتأهيل الشباب لتدبير العلاقات الجنسية بشكل متوازن، عوامل رئيسية تدفع العديد من الشباب إلى استخدام كل أنواع المنشطات الجنسية المنتشرة في الصيدليات كحبات الفياغرا مثلا.
كما حذرت بعض الدراسات العلمية في هذا المجال من الآثار السلبية لتناول هذه المنشطات على الصحة النفسية والبدنية للشباب دون وصفة طبية.
لكن للأسف شباب اليوم يعتبر المنشطات الجنسية وسيلة لتحسين قدراتهم الجنسية غير مبالين بالأعراض الجانبية، التي قد تحدث لهم مباشرة أو على المدى الطويل مثل: مشاكل الإخصاب أو آفات مرضية أخرى قد تظهر في المستقبل، من أهمها وأخطرها الإدمـــــــــــان النفسي وعدم المقدرة على ممارسة الحياة الطبيعية بدون استخدامها.
وهذه الظاهرة يجب التعامل معها حاليا كنوع من أنواع الإدمان، وضرورة اهتمام المؤسسات الحكومية، وغير الحكومية بهذا الجانب وإيلائه الاهتمام البالغ من أجل شباب ومراهقين يتمتعون بصحة بدنية ونفسية متوازنة، تمكنهم من الاستفادة من طاقاتهم في مجالات وخبرات متعددة عوض الهوس المتزايد بالمنشطات الجنسية كرمز للفحولة الاصطناعية، في ظل مجتمعاتنا العربية المفتقدة للثقافة الجنسية بالمؤسسات التعليمية، وعلى الدولة أيضا الاستثمار في مجال الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين بمراكز معالجة هذا النوع من الإدمان لمعالجته وتفادي تأثيراته الصحية والنفسية الوخيمة على الشباب والمراهقين.
ذلك ما تأكد جليا من خلال دراسة علمية حديثة بكون حوالي 42% من الشباب المغربي يتعاطى للمنشطات الجنسية دون سن العشرين، ويؤكد الأخصائيون أن السبب في تنامي عدد الشباب المغربي الذي يتعاطى للمنشطات الجنسية يجد تفسيره في ارتفاع مستويات القلق والتوتر وعدم الرضا والخوف، وفقدان الثقة في النفس، وغياب ثقافة جنسية سليمة لتأهيل الشباب لتدبير العلاقات الجنسية بشكل متوازن، عوامل رئيسية تدفع العديد من الشباب إلى استخدام كل أنواع المنشطات الجنسية المنتشرة في الصيدليات كحبات الفياغرا مثلا.
كما حذرت بعض الدراسات العلمية في هذا المجال من الآثار السلبية لتناول هذه المنشطات على الصحة النفسية والبدنية للشباب دون وصفة طبية.
لكن للأسف شباب اليوم يعتبر المنشطات الجنسية وسيلة لتحسين قدراتهم الجنسية غير مبالين بالأعراض الجانبية، التي قد تحدث لهم مباشرة أو على المدى الطويل مثل: مشاكل الإخصاب أو آفات مرضية أخرى قد تظهر في المستقبل، من أهمها وأخطرها الإدمـــــــــــان النفسي وعدم المقدرة على ممارسة الحياة الطبيعية بدون استخدامها.
وهذه الظاهرة يجب التعامل معها حاليا كنوع من أنواع الإدمان، وضرورة اهتمام المؤسسات الحكومية، وغير الحكومية بهذا الجانب وإيلائه الاهتمام البالغ من أجل شباب ومراهقين يتمتعون بصحة بدنية ونفسية متوازنة، تمكنهم من الاستفادة من طاقاتهم في مجالات وخبرات متعددة عوض الهوس المتزايد بالمنشطات الجنسية كرمز للفحولة الاصطناعية، في ظل مجتمعاتنا العربية المفتقدة للثقافة الجنسية بالمؤسسات التعليمية، وعلى الدولة أيضا الاستثمار في مجال الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين بمراكز معالجة هذا النوع من الإدمان لمعالجته وتفادي تأثيراته الصحية والنفسية الوخيمة على الشباب والمراهقين.
عبد الحليم إبراهيم *: التوافق الهرموني في الجسم والحالة النفسية الجيدة يجعلان الحياة الجنسية تستمر إلى سن متقدمة من دون مشاكل
- هل من الطبيعي أن نجد شابا في كامل قوته الجسمانية يلجأ إلى المنشطات الجنسية؟
طبعا لا، وخاصة إذا كان الشاب لا يعاني من الأمراض التي تضعف القدرة الجنسية عند الرجل من قبيل مرض السكري أو خلل في هرمونات الذكورة، فإنه بكل تأكيد ليس من الطبيعي أن يعاني ضعفا ومشاكل جنسية تجعله يعاني من تراجع في أدائه الجنسي الذي يجعله بحاجة إلى منشطات جنسية.
هل يمكن القول -خاصة بعد تأكيد دراسة مغربية بوجود 45%
يعانون من مشاكل جنسية- أن الرجل المغربي شابا ومراهقا أصبح اليوم يعاني من مشاكل جنسية حقيقية تستدعي تعاطيه للمنشطات الجنسية؟
صحيح انتشرت أخيرا ظاهرة تعاطي الشباب والمراهقين الصغار للمنشطات الجنسية، ونحن كأطباء لا ننصح بتناول العقاقير والمنشطات الجنسية، وكذا المكملات الغذائية إلا تحت إشراف طبيب مختص ومعالج للحالة، أما ما تعج به الأسواق فأحذره منه بشكل كبير كوننا نجهل مصدر هذه المواد، وكذا تركيباتها والمادة الفعالة بها والضارة بالجسم والتي تحتوي عليها، كما أن تناول العقاقير الطبية من دون سبب يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات كبيرة، فضلا عن عدم إمكانية إغفال الجانب النفسي.
- ماذا نقصد بالمنشط الجنسي؟ وما المخاطر الصحية لاستعماله بدون استشارة طبية؟
هو كل ما أخذ عن طريق الفم أو الحقن لزيادة الكفاءة الجنسية وهذه المنشطات إما أن تكون للتنبيه أو تؤدي إلى انتفاخ للأوعية الدموية التناسلية كما في الفياغرا وينتج عن الاستعمال الخاطئ للمنشطات تدهور الحالة النفسية ونقص في الشهوة الجنسية والابتعاد التدريجي عن الشريك للخوف من الفشل الجنسي، مما يؤدي في أحيان كثيرة إلى زيادة في الجرعات التي تخلف أعراضا على الصحة العامة للمدمن وخاصة على القلب، مما ينشأ عنه بعض الوفيات.
- في نظرك ما هي الدوافع التي تجعل الشباب يقبلون على تعاطي المنشطات الجنسية من دون دواعي مرضية إليها؟
يقع العديد من الشباب رهينة للمنشطات الجنسية بدافع النصيحة التي غالبا ما يسديها صديق أو قريب، والذي غالبا ما يبالغ في الكلام عن قدراته الجنسية، مما يجعل غيره من الشباب يعتقدون أن لديهم مشاكل لأنهم أقل قدرة، في حين أنهم بحالة طبيعية وجيدة، وقد يصل الأمر إلى قلق نفسي يؤدي إلى مشكلة حقيقية تعوق قدرته على المعاشرة الزوجية بسبب هذه العوامل النفسية، مما يجعله يتعاطى للمنشطات الجنسية المتوفرة بأثمنة رخيصة جدا وفي متناول الكل حتى التلاميذ والطلبة، فيقعون تحت رحمة الإدمان عليها وعدم القدرة على تركها، لأنهم إن حاولوا ذلك قل أداؤهم الجنسي الذي قد يصل إلى مرحلة العجز التي تجعله دائم الاحتياج إلى المنشط الجنسي الذي يكون عرضة لمضاعفات صحية، كوقوع اختلالات في الدورة الدموية وكذا اختلالات في وظائف القلب والكليتين وعجز، قد يصل إلى مرحلة العنة.
- ما هي أسباب المشاكل الجنسية الأكثر ذيوعا لدى الرجل المغربي، ومتى يقع فريسة للإدمان؟
إن هؤلاء الشباب الذين يوصفون بكونهم مدمنون على المنشطات الجنسية، ما هم إلا شباب يحدوا الواحد منهم الرغبة في أن يكون الأقوى بسبب عدم رضاه على أدائه الجنسي مع الشريك، فيبدأ بتناول هذه الحبوب تدريجيا، التي يجد في بداية تعاطيها نشوة وقوة تختفي مع مرور الوقت وتوالي تناولها بشكل عشوائي، فمن جانب كما سبق قولي يصبح الشخص غير قادر نفسيا على الاستغناء عن هذه الحبوب، ومن جانب آخر تؤدي زيادة المادة الفعالة على حد معين إلى أعراض كثيرة، كالتأثير في شبكية العين وضغط الدم، وكذلك عدم القدرة على الممارسة من دون هذه العقاقير، لذلك وفي كل الأحوال وخاصة ما ارتبط بالمشاكل الجنسية، يجب الحرص على عدة أمور.
أولها: عدم اللجوء إلى هذه الوسائل والعقاقير من دون وصفة طبية، وثانيها: عدم التردد لحظة في استشارة الاختصاصي فور ظهور أي مشكلة جنسية.
أما أسباب المشاكل الجنسية وتفاقمها فهو بكل تأكيد، يعود بالدرجة الأولى إلى عدم استعانة الطبيب المختص واللجوء إلى عقاقير مختلفة لا يصفها الطبيب، علما بأن ما يسهل علاجه في البداية قد يصعب أو حتى يستحيل علاجه عند التأخر أو عند اللجوء إلى عقاقير ذات مضاعفات.
والإدمان عادة ما تكون بدايته بسبب الضعف أو الاستمرار بنفس الكفاءة أو ضعف جنسي نتيجة سماع الآخرين، حيث أن الكل يتكلم عن براعته وقدرته الخارقة في الممارسة الحميمة وأيضا عن فوائد المنشطات الجنسية، والتي ما هي إلا مادة التسترون (الهرمون الذكري) ومن أعراضه الجانبية أنه يزيد من الكفاءة الجنسية في البداية ليضعفها حين المداومة عليه.
- هل هناك سن معينة يمكن اعتبارها بداية للمشاكل الجنسية؟
من علامات الضعف الجنسي: ضعف الانتصاب، عدم الرغبة الجنسية، الخوف من الفشل حتى من دون ممارسة، القلق من الممارسة بشكل عام، سرعة القذف، حرارة القذف، عدم تجاوب المرأة مع زوجها.
وإجمالا، يمكنني القول إن الشاب إذا ما شعر بأنه بحاجة إلى أن يستشير أحدا في أي شأن من شؤون حياته الجنسية، أو شك في وجود أحد الأعراض السابقة، عليه ألا يتردد في التوجه إلى الطبيب المختص، لأهمية التشخيص المبكر وإمكانية علاج أي مشكلة بشكل أفضل، مما لو تأخر المريض في زيارة الطبيب المختص.
أما بالنسبة للسن، فالعلم الحديث لا يعترف بالسن تماما في هذا الموضوع، وما يتم التركيز عليه هو الحالة العضوية والتوافق الهرموني في الجسم والحالة النفسية، فإذا ما كانت الأوعية والأعصاب سليمة، فإن الحياة الجنسية تستمر لسن متقدمة من دون مشاكل، لكن تكمن المشكلة في عصرنا الحالي في زيادة ضغوط الحياة، فإذا حافظ كل من الشاب أو الفتاة على نفسهما عضويا ونفسيا، فلن يكون للسن عامل مؤثر بالشكل الذي يتصوره الكثيرون في عصرنا الحالي.
- هل يمكن أن نصف المدمن على المنشطات الجنسية بأنه مريض نفسي؟
حينما يصبح حديثنا عن الإدمان، فإنه يتعين على الطبيب المعالج أنه يخلصه من الإدمان على المنشطات الجنسية قبل البحث في الأسباب التي جعلته يدمن عليها، وذلك من خلال جلسات نفسية تجعله يثق في قدراته الشخصية كرجل عادي وبعدها يتم البحث إن كان فعلا يعاني من مشكل جنسي أم عضوي وإخضاعه لعلاج طبي.
* معالج نفساني
- هل من الطبيعي أن نجد شابا في كامل قوته الجسمانية يلجأ إلى المنشطات الجنسية؟
طبعا لا، وخاصة إذا كان الشاب لا يعاني من الأمراض التي تضعف القدرة الجنسية عند الرجل من قبيل مرض السكري أو خلل في هرمونات الذكورة، فإنه بكل تأكيد ليس من الطبيعي أن يعاني ضعفا ومشاكل جنسية تجعله يعاني من تراجع في أدائه الجنسي الذي يجعله بحاجة إلى منشطات جنسية.
هل يمكن القول -خاصة بعد تأكيد دراسة مغربية بوجود 45%
يعانون من مشاكل جنسية- أن الرجل المغربي شابا ومراهقا أصبح اليوم يعاني من مشاكل جنسية حقيقية تستدعي تعاطيه للمنشطات الجنسية؟
صحيح انتشرت أخيرا ظاهرة تعاطي الشباب والمراهقين الصغار للمنشطات الجنسية، ونحن كأطباء لا ننصح بتناول العقاقير والمنشطات الجنسية، وكذا المكملات الغذائية إلا تحت إشراف طبيب مختص ومعالج للحالة، أما ما تعج به الأسواق فأحذره منه بشكل كبير كوننا نجهل مصدر هذه المواد، وكذا تركيباتها والمادة الفعالة بها والضارة بالجسم والتي تحتوي عليها، كما أن تناول العقاقير الطبية من دون سبب يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات كبيرة، فضلا عن عدم إمكانية إغفال الجانب النفسي.
- ماذا نقصد بالمنشط الجنسي؟ وما المخاطر الصحية لاستعماله بدون استشارة طبية؟
هو كل ما أخذ عن طريق الفم أو الحقن لزيادة الكفاءة الجنسية وهذه المنشطات إما أن تكون للتنبيه أو تؤدي إلى انتفاخ للأوعية الدموية التناسلية كما في الفياغرا وينتج عن الاستعمال الخاطئ للمنشطات تدهور الحالة النفسية ونقص في الشهوة الجنسية والابتعاد التدريجي عن الشريك للخوف من الفشل الجنسي، مما يؤدي في أحيان كثيرة إلى زيادة في الجرعات التي تخلف أعراضا على الصحة العامة للمدمن وخاصة على القلب، مما ينشأ عنه بعض الوفيات.
- في نظرك ما هي الدوافع التي تجعل الشباب يقبلون على تعاطي المنشطات الجنسية من دون دواعي مرضية إليها؟
يقع العديد من الشباب رهينة للمنشطات الجنسية بدافع النصيحة التي غالبا ما يسديها صديق أو قريب، والذي غالبا ما يبالغ في الكلام عن قدراته الجنسية، مما يجعل غيره من الشباب يعتقدون أن لديهم مشاكل لأنهم أقل قدرة، في حين أنهم بحالة طبيعية وجيدة، وقد يصل الأمر إلى قلق نفسي يؤدي إلى مشكلة حقيقية تعوق قدرته على المعاشرة الزوجية بسبب هذه العوامل النفسية، مما يجعله يتعاطى للمنشطات الجنسية المتوفرة بأثمنة رخيصة جدا وفي متناول الكل حتى التلاميذ والطلبة، فيقعون تحت رحمة الإدمان عليها وعدم القدرة على تركها، لأنهم إن حاولوا ذلك قل أداؤهم الجنسي الذي قد يصل إلى مرحلة العجز التي تجعله دائم الاحتياج إلى المنشط الجنسي الذي يكون عرضة لمضاعفات صحية، كوقوع اختلالات في الدورة الدموية وكذا اختلالات في وظائف القلب والكليتين وعجز، قد يصل إلى مرحلة العنة.
- ما هي أسباب المشاكل الجنسية الأكثر ذيوعا لدى الرجل المغربي، ومتى يقع فريسة للإدمان؟
إن هؤلاء الشباب الذين يوصفون بكونهم مدمنون على المنشطات الجنسية، ما هم إلا شباب يحدوا الواحد منهم الرغبة في أن يكون الأقوى بسبب عدم رضاه على أدائه الجنسي مع الشريك، فيبدأ بتناول هذه الحبوب تدريجيا، التي يجد في بداية تعاطيها نشوة وقوة تختفي مع مرور الوقت وتوالي تناولها بشكل عشوائي، فمن جانب كما سبق قولي يصبح الشخص غير قادر نفسيا على الاستغناء عن هذه الحبوب، ومن جانب آخر تؤدي زيادة المادة الفعالة على حد معين إلى أعراض كثيرة، كالتأثير في شبكية العين وضغط الدم، وكذلك عدم القدرة على الممارسة من دون هذه العقاقير، لذلك وفي كل الأحوال وخاصة ما ارتبط بالمشاكل الجنسية، يجب الحرص على عدة أمور.
أولها: عدم اللجوء إلى هذه الوسائل والعقاقير من دون وصفة طبية، وثانيها: عدم التردد لحظة في استشارة الاختصاصي فور ظهور أي مشكلة جنسية.
أما أسباب المشاكل الجنسية وتفاقمها فهو بكل تأكيد، يعود بالدرجة الأولى إلى عدم استعانة الطبيب المختص واللجوء إلى عقاقير مختلفة لا يصفها الطبيب، علما بأن ما يسهل علاجه في البداية قد يصعب أو حتى يستحيل علاجه عند التأخر أو عند اللجوء إلى عقاقير ذات مضاعفات.
والإدمان عادة ما تكون بدايته بسبب الضعف أو الاستمرار بنفس الكفاءة أو ضعف جنسي نتيجة سماع الآخرين، حيث أن الكل يتكلم عن براعته وقدرته الخارقة في الممارسة الحميمة وأيضا عن فوائد المنشطات الجنسية، والتي ما هي إلا مادة التسترون (الهرمون الذكري) ومن أعراضه الجانبية أنه يزيد من الكفاءة الجنسية في البداية ليضعفها حين المداومة عليه.
- هل هناك سن معينة يمكن اعتبارها بداية للمشاكل الجنسية؟
من علامات الضعف الجنسي: ضعف الانتصاب، عدم الرغبة الجنسية، الخوف من الفشل حتى من دون ممارسة، القلق من الممارسة بشكل عام، سرعة القذف، حرارة القذف، عدم تجاوب المرأة مع زوجها.
وإجمالا، يمكنني القول إن الشاب إذا ما شعر بأنه بحاجة إلى أن يستشير أحدا في أي شأن من شؤون حياته الجنسية، أو شك في وجود أحد الأعراض السابقة، عليه ألا يتردد في التوجه إلى الطبيب المختص، لأهمية التشخيص المبكر وإمكانية علاج أي مشكلة بشكل أفضل، مما لو تأخر المريض في زيارة الطبيب المختص.
أما بالنسبة للسن، فالعلم الحديث لا يعترف بالسن تماما في هذا الموضوع، وما يتم التركيز عليه هو الحالة العضوية والتوافق الهرموني في الجسم والحالة النفسية، فإذا ما كانت الأوعية والأعصاب سليمة، فإن الحياة الجنسية تستمر لسن متقدمة من دون مشاكل، لكن تكمن المشكلة في عصرنا الحالي في زيادة ضغوط الحياة، فإذا حافظ كل من الشاب أو الفتاة على نفسهما عضويا ونفسيا، فلن يكون للسن عامل مؤثر بالشكل الذي يتصوره الكثيرون في عصرنا الحالي.
- هل يمكن أن نصف المدمن على المنشطات الجنسية بأنه مريض نفسي؟
حينما يصبح حديثنا عن الإدمان، فإنه يتعين على الطبيب المعالج أنه يخلصه من الإدمان على المنشطات الجنسية قبل البحث في الأسباب التي جعلته يدمن عليها، وذلك من خلال جلسات نفسية تجعله يثق في قدراته الشخصية كرجل عادي وبعدها يتم البحث إن كان فعلا يعاني من مشكل جنسي أم عضوي وإخضاعه لعلاج طبي.
* معالج نفساني